Tuesday, 5 April 2011

تاريخ عمليات تبادل الاسرى

في أحدث وأشمل دراسة لتاريخ عمليات تبادل الأسرى

( 36 ) عملية تبادل أسرى عربياً وفلسطينياً منذ العام 1949

عربياً بدأتها مصر وفلسطينياً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

إعداد / عبد الناصـر عوني فروانة

مدير دائرة الاحصاء في وزارة شؤون الاسرى والمحررين

شهد الصراع العربي – الصهيوني منذ العام 1948-2008 العديد من الحروب العربية – الصهيونية الكلاسيكية وحروب الاستنزاف ، بالإضافة لظاهرتي المقاومة الوطنية الفلسطينية واللبنانية وهذا الصراع أسفر عن اعتقال قوات الإحتلال الصهيوني لقرابة ( 800 ألف ) مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني ، والآلاف من الجنود والمواطنين العرب والعشرات من جنسيات أخرى مختلفة .

فيما اعتقلت القوات العربية أكثر من ألف أسير صهيوني ، كما وأحتجزت فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية العشرات من الجنود الصهيونيين وبعض الجثامين والأشلاء لجنود صهيونيين أيضاً .

وارتفاع عدد الأسرى الفلسطينيين له أسبابه أولها الوجود المباشر لقوات الإحتلال الصهيوني المدججة بالسلاح في كل شارع ومخيم ، مع امكانية وصولهم لكل بيت واعتقال أفراده العُزل بسهولة .

ونسبة المعتقلين الفلسطينيين تعتبر أكبر نسبة في العالم إذا ما قيست بعدد السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، كما ولم يقتصر الأمر على هذا الرقم الضخم ، بل أن أضعاف أضعاف هذا الرقم عانوا أيضاً من الاعتقال وآثاره ، حيث أن مرارة الاعتقال وآثاره تمتد لتطول الأهل والأبناء والأقارب ، وحتى الأصدقاء والجيران ، كما أنهم ليسوا أرقام وأعداد مجردة ، إنهم تاريخ وقصص ، آلام ومعانيات ، ولكل أسير حكاية وقصة بل حكايات وقصص .

وهذا يعني أيضاً بأن سياسة الاعتقال شكََّلت – ولازالت - ظاهرة طالت كل مخيم ومدينة ، كل بيت وأسرة ، ويمكن فقط أن نستثني القلائل من شعبنا الفلسطيني الذين لم يتأثروا من الاعتقال وتبعاته ، كما لم تبقَ هناك بقعة في فلسطين ، إلا وأقيم عليها سجناً أو معتقلاً أو مركز توقيف من الشمال وحتى صحراء النقب في الجنوب .

كما أن الاعتقال أصبح مفرد ثابت في القاموس الفلسطيني ، ومن أبجديات الحياة الفلسطينية ، فالطفل الفلسطيني وقبل أن يولد يكون قد تعلم أبجديات الفقر والدمار وأحياناً الموت ، وإن كتبت له الحياة يكون قد تهجى مفردات الاحتلال والسجن والتعذيب والقتل ، وقد يولد على المعابر والحواجز العسكرية أو في غرف السجون ، ويكبر فيها ويتغذى على مشاهد السجن والسجان ، ويتعلم على شبابيك الزيارة.

ويبقى من حق المعتقل الفلسطيني والعربي أن يحلم بالحرية وأن يتسلح بأمل التحرر إما بانتهاء فترة محكوميته ، أو ضمن عملية تبادل أسرى ، أو من خلال المفاوضات السياسية ، والأخيرة ازدادت بعد اتفاق أوسلو .

ومن الأهمية بمكان هنا التأكيد على أنه واجب الأمتين العربية والإسلامية وكافة الشعوب وقيادتها وقواها المقاومة والمناضلة السعي المتواصل من أجل تحرير هؤلاء الأسرى الذين ناضلوا وضحوا بزهرات شبابهم من أجل قضاياهم العادلة ، والمستقبل الفلسطيني بشكل خاص سيبقى مشوهاً ما لم ينل كافة الأسرى حريتهم .

ومنذ قيام دول الإحتلال الصهيوني في العام 1948 على أنقاض القرى والبيوت الفلسطينية المهدمة ، وعلى أشلاء جثث آلاف الشهداء ودماء عشرات الآلاف من الجرحى وآلام مئات الآلاف من المعتقلين ، جرت عشرات عمليات تبادل للأسرى ما بين حكومة الإحتلال الصهيوني ودول مصر والأردن وسوريا ولبنان ومنظمة حزب الله اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية ، تم بموجبها إطلاق سراح آلاف المعتقلين الفلسطينيين والعرب من السجون الصهيونية ، واستعادة المئات من رفات الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال في ما تعرف بمقابر الأرقام.

كما حدث أكثر من مرة أن رفضت " صهيون " مبدأ التبادل ، أو التفاوض من أجل التبادل كما جرى في عنتيبي ومعالوت وغيرها من عمليات الخطف واحتجاز الرهائن ، كقضية اختطاف الباص الصهيوني " رقم 300 " المليء بالركاب حيث اختطفته مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين من عسقلان باتجاه الأراضي المصرية في 12 نيسان 1984، وتمت مهاجمة الباص من قبل القوات الصهيونية قبالة دير البلح بقطاع غزة مما أدى لمقتل وإصابة العديد من الركاب الصهيونيين واستشهاد اثنين من المقاتلين الفلسطينيين وقتل اثنين آخرين بعد أسرهما ، وقضية الجندي الصهيوني " نحشون فاكسمان " الذي خطفه نشطاء من حركة حماس عام 1994 وتم مهاجمة المكان المحتجز فيه مما أدى لمقتله واستشهاد محتجزيه ، كما كان هناك العديد من المحاولات لفصائل المقاومة الفلسطينية منها خطف طائرات من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أعوام 68 ، 69 ، 1970 واحتجاز الركاب كرهائن لتحرير الأسرى والأسيرات .

وهناك محاولات عدة لخطف جنود ومستوطنين في فلسطين المحتلة من قبل العديد من فصائل المقاومة الفلسطينية ، وكانت أولى تلك العمليات هي أسر الضابط الصهيوني " دافيد بن شموئيل شامير" عام 1979 واحتجازه لبضعة شهور في رفح ، وتلاها عمليات كثيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر ، كان عملية خطف الجندي الصهيوني " موشيه تمام " التي نفذتها مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منتصف الثمانينات في فلسطين واحتجزت الجندي لعدة أيام ، وعندما استحال نقله الى خارج فلسطين قتلوه ، وكذلك خطف الجنديين الصهيونيين " ايلي سعدون وآفي سبارتوس " من قبل مجموعة من حركة المقاومة الإسلامية – حماس بتاريخ 3-5-1989 ، وتم قتلهما ودفن جثتيهما ، واكتشفت جثة الأول بعد شهر تقريباً وجثة الثاني بعد بضعة سنوات وكان الهدف مبادلتيهما بأسرى ، وفي العام 1992 تمكنت مجموعة من مقاتلي حركة حماس من أسر الجندي الصهيوني نسيم توليدانو وتم قتله حين هاجمتهم القوات الصهيونية .

ولكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل ولم تنجح في تحرير أيٍ من الأسرى ، وتبقى عملية أسر الجندي الصهيوني " جلعاد شاليط " بتاريخ 25 حزيران 2006 هي الأبرز ونأمل أن تنجح في اطلاق سراح العديد من الأسرى لا سيما القدامى منهم .

أما عن أسباب فشل تلك المحاولات فلسطينياً وعدم نجاح اتمام عمليات تبادل جديدة والتي كان آخرها في مايو عام 1985 ، فيمكن تلخيصها على أنها ذاتية وموضوعية ، ذاتية مرتبطة بأجندة الفصائل وعدم اصرارها على ذلك أحياناً ، و بخبرة منفذي العمليات ومحتجزي الجنود أحياناً أخرى ، وموضوعية تتعلق بالوضع الجغرافي والوجود العسكري المباشر لقوات الإحتلال في كل مدن ومخيمات وشوارع فلسطين مما صَّعب من مهمة نجاحها ، ومن ناحية أخرى طبيعة حكومات الإحتلال المتعاقبة التي ترفض مبدأ التبادل ، أو التفاوض من أجل التبادل والرهان على القدرات الأمنية والعسكرية وانتهاج القوة في تحرير المحتجزين لدى المقاومة كما تطرقنا اليه آنفاً .

وفلسطينياً للأمانة المهنية يمكن القول بأن حركة "حماس" تميزت عن غيرها من الفصائل الفلسطينية خلال الإنتفاضة الأولى وكانت الأكثر محاولة وتنفيذاً لعمليات أسر جنود ومستوطنين صهيونيين ، فيما تراجعت غالبية الفصائل عن هذا النهج ، أما حركة فتح والسلطة الوطنية فركزت اهتمامها ومنذ اعلان المبادئ في أوسلو بتاريخ 13سبتمبر 1993 ، على تحرير الأسرى من خلال العملية السلمية والمفاوضات المباشرة ، وبالرغم مما سجلناه من تحفظات وانتقادات شديدة لما تخلل أوسلو والإتفاقيات اللاحقة وما واكب العملية التفاوضية من أخطاء كبيرة ذات علاقة بقضية الأسرى ، إلا أنها " أي السلطة الوطنية الفلسطينية ومن خلال العملية السلمية " نجحت فعلياً خلال الفترة الممتدة ما بين أوسلو سبتمبر 1993 وحتى انتفاضة الأقصى سبتمبر 2000 في تحرير الآلاف من الأسرى الفلسطينيين والعرب ، وصلت نسبتهم الى قرابة 90 % من الأسرى ، وحتى خلال انتفاضة الأقصى تم اطلاق سراح أكثر من ألف وخمسمائة معتقل تحت عنوان " حسن النية " أو تعزيز الثقة .

أما عربياً فتميز " حزب الله " اللبناني وآخر محاولاته الناجحة كانت "عملية الوعد الصادق " بتاريخ 12 تموز 2006م ، وتم خلالها مهاجمة دورية عسكرية صهيونية وقتل وجرح العديد من الجنود الصهيونيين ، وأسر خلالها جنديان صهيونيان وهما أيهود غولدفاسير ، إلداد ريجيف ، بهدف مبادلتها بأسرى محتجزين لدى حكومة الإحتلال الصهيوني ، وأعلن مؤخراً عن التوصل لإتفاق نهائي لإتمام صفقة التبادل ما بين حكومة الإحتلال ومنظمة حزب الله وستنفذ تلك الصفقة في غضون الأيام القليلة المقبلة .

أبرز عمليات تبادل الأسرى

و لعل أبرز ما تم رسمياً وفعلياً من عمليات تبادل الأسرى كانت بدايتها عام 1949 - وفقاً لما توصل اليه الباحث المختص بقضايا الأسرى عبد الناصر فروانة إليه من معلومات وبيانات بعد البحث والتدقيق ، وقد لا تكون شاملة ، لكنها قد تكون الأدق والأكثر شمولية ، وفي الوقت ذاته قابلة لإبداء الملاحظات والآراء لعلنا نصل مع كل المعنيين لدراسة كاملة ودقيقة - وعربياً بدأتها جمهورية مصر العربية في فبراير عام 1949م ، و منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدأتها فلسطينياً في يوليو عام 1968م وهي إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، وتلتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " عدة مرات ، والجبهة الشعبية – القيادة العامة ، فيما وصل مجموع تلك العمليات عربياً وفلسطينياً إلى خمسة و ثلاثين عملية واذا ما تمت عملية التبادل المرتقبة خلال أيام فانا ستكون العملية رقم ستة وثلاثين وهي كالتالي:

1- بعد حرب عام 1948 أجرت " صهيون " عمليات تبادل مع مصر والأردن وسوريا ولبنان، حيث كان فى أيدى المصريين ( 156 ) جنديا صهيونياً، وفى أيدى الأردنيين ( 673 ) جنديا، ومع السوريين ( 48 ) جنديا، ومع لبنان ( 8 ) جنود، أما " صهيون " فكانت تحتجز (1098 ) مصريا، ( 28 ) سعوديا، ( 25 ) سودانيا، ( 24 ) يمنيا، ( 17 ) أردنيا، ( 36 ) لبنانيا، ( 57 ) سوريا و(5021 ) فلسطينيا.

وقد نفذت حكومة الإحتلال عمليات التبادل مع كل دولة تحتجز صهيونيين على انفراد ، فعقدت صفقة الفالوجة مع مصر بتاريخ 27-2-1949، ومع لبنان في الفترة ما بين الثالث من مارس والرابع ابريل عام 1949 ، وكانت الصفقة الأخيرة مع سوريا بتاريخ 21-7-1949.

2 - بتاريخ 30-9-1954 أسرت القوات المصرية عشرة ملاحين صهيونيين على متن السفينة (بت جاليم) في قناة السويس، وبعد تدخل مجلس الأمن أطلق سراح العشرة في 1-1-1955 .

3 - في شهر ديسمبر من عام 1954 أسر السوريون خمسة جنود صهيونيين توجهوا إلى مرتفعات الجولان في مهمة خاصة، وقد انتحر أحدهم في سجنه بسوريا ويدعى (اورى ايلان) وفى 14-1-1955أرجعت جثته لصهيون، والأربعة الآخرون هم مائير موزس، يعقوب ليند، جاد كستلنس، مائير يعقوبى وقد ارجعوا لصهيون في 30-3-1956 بعد أسر دام 15 شهرا، وأفرجت صهيون في المقابل عن 41 أسيراً سورياً.

4 - في21-1-1957 بدأت الصفقة الرابعة وانتهت بتاريخ 5-2-1957 ، وأطلق بموجبها سراح ( 5500 ) مصري كانت قد أسرتهم " صهيون " في حرب عام 1956 وقد ارجعوا إلى مصر مع جنود مصريين آخرين مقابل إفراج مصر عن أربعة جنود صهيونيين كانت قد أسرتهم في نفس الحرب.

5 - في 17-3-1961م ، سيطر جنود من لواء جولاني على مواقع سورية شمال كيبوتس "عين جيف"، وقد أسر السوريون جنديين صهيونيين خلال الهجوم وارجعوا لاحقاً .

6 - في 21-12-1963 جرت عملية تبادل بين صهيون وسوريا وتم بموجبها اطلاق سراح 11 جنديا ومدنياً صهيونياً مقابل 15 أسير سوري.

7 - في حرب حزيران (يونيو) عام 1967 سقط بأيدى القوات العربية ( 15 ) جندياً صهيونياً، منهم ( 11) بأيدى المصريين بينهم ستة من أعضاء كوماندوس بحري أسروا خلال هجومهم على ميناء الإسكندرية، وهناك طياران والبقية أعضاء في شبكة تجسس، واحد بأيدي السوريين، 2 بأيدي العراقيين وواحد في أيدي اللبنانيين، بينما سقط في يد " صهيون " 4338 جنديا مصريا بالإضافة إلى 899 مدنياً و533 جنديا أردنيا و366 مدنيا ، و367 جنديا سوريا و205 مدنيين سوريين .

وقد بدأت عملية التبادل في 15-6-1967 وانتهت بتاريخ 23-1-1968، كما أفرج خلال عملية التبادل عن طيارين صهيونيين في العراق وهما يتسحاق جولان- وجدعون درور، وقد وقعا في الاسر بعد ان قصفا مطار H3 العسكري في غرب العراق، وأفرجت صهيون مقابل ذلك عن 428 أردنياً .

ومع السوريين أفرجت " حكومة صهيون " عن 572 سوريا مقابل طيار وجثث ثلاثة جنود صهيونيين آخرين، ومن الجدير ذكره ان دمشق رفضت – ولحتى الآن - تسليم جثة الجاسوس الصهيونى الشهير ايلى كوهين الذى أعدم شنقاً في دمشق عام 1968.

8 - في 2-4-1968 جرت عملية تبادل مع الأردن، حيث أفرجت صهيون عن 12 أسيراً ، بينما سلمت الأردن لصهيون جثة جندى كان قد قتل في معركة الكرامة، بينما لازال جنديان آخران مفقودين حتى الآن وتابوتان يحتويان على تراب.

9 - في تاريخ 23-7-1968 جرت أول عملية تبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال وذلك بعد نجاح مقاتلين فلسطينيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إحدى فصائل منظمة التحرير بقيادة الرفيق المناضل يوسف الرضيع والرفيقة ليلى خالد باختطاف طائرة صهيونية تابعة لشركة العال ، والتي كانت متجهة من روما إلى تل أبيب وأجبرت على التوجه إلى الجزائر وبداخلها أكثر من مائة راكباً ، وكانت أول طائرة صهيونية تختطف محدثة بذلك نقلة نوعية جديدة في أساليب النضال الفلسطيني ، وتم إبرام الصفقة مع دولة الاحتلال من خلال الصليب الأحمر الدولي وأفرج عن الركاب مقابل ( 37 ) أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية من ضمنهم أسرى فلسطينيين كانوا قد أسروا قبل العام 1967م ومنهم الأسير سكرار سكران الذي كان معتقلاً منذ العام 1964م .

10 - في نهاية 1969 خطفت مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة ليلى خالد طائرة العال الصهيونية وكان مطالب الخاطفين الإفراج عن الأسرى في سجون الإحتلال الصهيوني وحطت الطائرة في بريطانيا واستشهد الرفيق باتريك اورغويللو بينما تم اعتقال ليلى خالد ، وبعدها تم اختطاف طائرة بريطانية من قبل مجموعة تتبع لنفس التنظيم وأجريت عملية تبادل أطلق بموجبها سراح المناضلة ليلى خالد .

11 - في بداية عام 1970 وقع بأيدى المصريين 12 جندياً صهيونياً ووقع ثلاثة آخرون بأيدي السوريين، وفى 16-8-1970 أرجعت مصر لصهيون طيارا مصابا، وفى 29-3-1971 أفرجت مصر عن جندي آخر مقابل الإفراج عن عدد محدود جداً من الجنود والمدنيين المصريين.

12 - بتاريخ 28 يناير 1971 جرت عملية تبادل أسير مقابل أسير ما بين حكومة الإحتلال الصهيوني وحركة فتح إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، وأطلق بموجبها سراح الأسير محمود بكر حجازي مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني شموئيل فايز والذي اختطفته حركة فتح في أواخر العام 1969م .

ومن الجدير ذكره أن حجازي يعتبر أول أسير فلسطيني في الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت في الأول من يناير عام 1965م ، وقد اعتقل بتاريخ 18-1-1965 وكان أول من وجه إليه تهمة الإنتماء لحركة فتح كما وحكم عليه آنذاك بالإعدام ولكن الحكم لم ينفذ ، وأجريت عملية التبادل في رأس الناقورة برعاية الصليب الأحمر وتوجه بعدها حجازي الى لبنان وعاد إلى غزة مع القوات الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو عام 1994 .

13 - وفي أوائل آذار عام 1973م جرت عملية تبادل مع سوريا، حيث أفرجت " صهيون" عن خمسة ضباط سوريين كانت قد اختطفتهم من جنوب لبنان خلال مهمة استطلاع عسكرية، إضافة إلى المناضل المرحوم عضو مجلس الشعب السوري، سابقا، السيد كمال كنج ابو صالح،، مقابل إطلاق سراح أربعة طيارين صهيونيين كانوا بحوزة السوريين.

14 - في 3-6-1973 أفرجت سوريا عن ثلاثة طيارين صهيونيين وهم جدعون ماجين – بنحاس نحماني – بوعاز ايتان بعد أن احتجزوا لمدة ثلاث سنوات في الأسر، وأفرجت صهيون مقابلهم عن ( 46 ) أسيراً سورياً .

15- وفي حرب عام 1973م ، وقع بأيدي المصريين ( 242 ) جندي صهيوني، ومع سوريا 68 جنديا، من بينهم ثلاثة اسروا خلال فترة وقف إطلاق النار، ومع لبنان 4 جنود، بينما وقع في أيدي صهيون 8372 جنديا ومواطناً مصريا منهم 99 خلال وقف اطلاق النار، بل أغلبهم الساحق هم مواطنون مصريون أسرتهم صهيون عندما دخلت لشرقي القناة حيث احتلت بعض القرى وحملت رجالها وشبابها أسرى من بيوتهم .

و 392 سوريا، و 6 من المغرب، و 13 عراقي، وقد تمت الصفقة مع مصر بين 15-11-1973 و 22-11-1973 حيث أطلقت مصر سراح 242 جندياً وضابطاً صهيونياً ، مقابل أن أطلقت صهيون سراح ما تحتجز لديها من جنود وضباط مصريين .

16 - ومع سوريا تمت صفقة التبادل من 1-6-1974 وحتى 6-6-1974 وفي هذه الصفقة أفرجت صهيون عن ( 392 ) سورياً وستة مغاربة وعشرة عراقيين مقابل إطلاق سراح سوريا ( 58 ) أسيراً صهيونياً .

17 - وفي آذار 1974 أفرجت صهيون عن 65 أسيرًا مصرياً وفلسطينيًّا مقابل إطلاق سراح جاسوسين صهيونيين في مصر .

18 - وفي 4-4-1975 أرجعت مصر لصهيون جثث ورفات ( 39 ) جندياً ، وأفرجت "صهيون" بالمقابل عن ( 92 ) أسيراً من سجونها .

19 - بتاريخ 14-3-1979 جرت عملية تبادل الليطاني أو كما سميت " عملية النورس " بين " صهيون " ومنظمة التحرير الفلسطينية ، حيث أطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين –القيادة العامة وهي إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية سراح جندي صهيوني كانت قد أسرته في عملية الليطاني بتاريخ 5-4-1978 حينما تم مهاجمة شاحنة صهيونية في كمين قرب صور وهو ليس بعيداً عن مخيم الرشيدية فقتل آنذاك أربعة جنود صهيونيين وأسر واحد من قوات الاحتياط هو ( أبراهام عمرام ) ، وأفرجت صهيون بالمقابل عن ( 76 ) معتقلاً من كافة فصائل الثورة الفلسطينية وكانوا في سجونها ، من ضمنهم 12 فتاة فلسطينية منهن كانت المناضلة الشهيرة ( عفيفة حنا بنورة ) من بيت ساحور التي توفيت قبل سنوات .

20 - في 13 فبراير 1980 أطلقت حكومة الإحتلال الصهيوني سراح المعتقل مهدي بسيسو " أبو علي " ووليام نصار ، مقابل إطلاق سراح المواطنة الأردنية " أمينة داوود المفتي " التي عملت جاسوسة لصالح الموساد الصهيوني كانت محتجزة لدى حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح ، وتمت عملية التبادل في قبرص وباشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهي بالمناسبة من مواليد 1939م وتنتمي لأسرة شركسية مسلمة لكنها تهودت وتزوجت طياراً يهوديا في النمسا ورحلت معه لصهيون وتعتبر أشهر جاسوسة عربية عملت لصالح الموساد .

21 - في 23 نوفمبر 1983م عملية تبادل جديدة مابين حكومة الإحتلال الصهيوني وحركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية حيث أطلقت صهيون سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم ( 4700 ) معتقل فلسطيني ولبناني ، و( 65 ) أسيراً من السجون الصهيونية مقابل إطلاق سراح ستة جنود صهيونيين من قوات (الناحال) الخاصة أسروا في منطقة بحمدون في لبنان من قبل منظمة التحرير الفلسطينية ( حركة فتح ) بتاريخ 4-9-1982 وهم الياهو افوتفول – داني جلبوع – رافي حزان – روبين كوهين – ابراهام مونتبليسكي – آفي كورنفلد، فيما أسرت الجبهة الشعبية القيادة العامة جنديين آخرين .

22 - وفي 26-6-1984م أعادت " صهيون " ثلاثة جنود من جنودها هم جيل فوجيل – ارئيل ليبرمان – يوناثان شلوم وخمس جثث لجنود آخرين كانوا قد أسروا من قبل سوريا ، مقابل الإفراج عن (291 ) جندي سوري و(85 ) معتقل لبناني من المقاومة الوطنية اللبنانية و 13 معتقل عربي سوري من الجولان السوري المحتل معتقلين منذ العام 1973 (بشرط بقائهم في الجولان المحتل) ورفات 74 جندي آخر

23 - في 20--1985م أجرت " صهيون " عملية تبادل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة ، وهي إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، والتي سميت بعملية الجليل وأطلقت صهيون بموجبها سراح ( 1155 ) أسيراً كانوا محتجزين في سجونها المختلفة، منهم ( 883 ) أسير كانوا محتجزين في السجون المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة ، و ( 118 ) أسيراً كانوا قد خطفوا من معتقل أنصار في الجنوب اللبناني أثناء تبادل العام 1983 مع حركة فتح ، و ( 154 ) معتقلاً كانوا قد نقلوا من معتقل أنصار إلى معتقل عتليت أثناء الإنسحاب الصهيوني من جنوب لبنان مقابل ثلاثة جنود كانوا بقبضة الجبهة الشعبية وهم الرقيب أول ( حازي يشاي ) وهو يهودي من أصل عراقي وقد اسر خلال معركة السلطان يعقوب في 11-6-1982 حينما كان يقود إحدى الدبابات ضمن رتل من الدبابات الصهيونية ، فضلت دبابته طريقها فأطلقت عليها مجموعة من الجبهة الشعبية - القيادة العامة قذائف آر بي جي مما أدى لإصابتها وبعدها شاهدوا جندياً يفر من داخلها فتمكنوا من أسره ونقله لمكان آخر ، والجنديان الآخران هما ( يوسف عزون ونسيم شاليم ) أحدهما من أصل هنغاري والآخر يهودي من أصل مصري ، وقد أسرا في بحمدون بلبنان بتاريخ 4-9-1982 ، مع ستة جنود آخرين كانوا بحوزة حركة فتح وأطلق سراحهم ضمن عملية تبادل للأسرى عام 1983 ، حيث أن مجموعة مشتركة من حركة فتح ومن الجبهة الشعبية تمكنت من أسر ثمانية جنود صهيونيين .

وتعتبر عملية التبادل هذه أعظم عملية تبادل شهدها الصراع العربي الصهيوني وأكثرها زخماً ، وتمت وفقاً للشروط الفلسطينية .

24 - بتاريخ 11-9-1985م أفرجت " صهيون " عن ( 119 ) لبنانيا معتقلين في سجن عتليت، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين اللبنانيين المفرج عنهم منذ 4-6-1985 م إلى ( 1132 ) ، وذلك مقابل إطلاق سراح 39 رهينة أمريكية كانوا محتجزين على متن طائرة بوينغ أمريكية تابعة لشركة (تى دبليو إي ) فى يونيو من العام ذاته، إحتجزتهم منظمة أطلقت على نفسها الجهاد الإسلامي ، كما أفرجت ميليشيا جيش لبنان الجنوبي (المتعاونة مع صهيون) عن ( 51 ) معتقلاً لبنانياً من سجن الخيام، وقامت " صهيون " أيضاً بتسليم رفات تسعة مقاتلين من حزب الله .

25 - كان العام 1991 قد شهد عمليتي تبادل بين حزب الله و" صهيون " ، الأولى تمت في 21 يناير 1991 ، وأفرجت " صهيون " بموجبها عن 25 معتقلاً من معتقل الخيام بينهم امرأتان ، والثانية بتاريخ 21 سبتمبر 1991 وأفرجت " صهيون " عن 51 معتقلاً من معتقل الخيام مقابل استعادتها لجثة جندي صهيوني كانت محتجزة لدى حزب الله .

26 - وبتاريخ 13-9-1991 استلمت صهيون جثة الجندي الدرزي سمير اسعد من بيت جن والذي كانت تحتجزها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منذ العام 1983، في مقابل سماح صهيون على عودة احد مبعدي الجبهة وهو النقابي علي عبد الله أبو هلال من ابوديس والذي أبعدته صهيون في العام 1986 .

27 - وفى تاريخ 21-10-1991م أفرجت حركة الجهاد الإسلامي عن أستاذ الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت جيسى تيرتر، في مقابل إطلاق صهيون سراح 15 معتقلا لبنانيا بينهم 14 من سجن الخيام.

28 - وفي21-7-1996 م ، أُرجِعت لصهيون رفات الجنديين ( يوسف بينيك و رحاميم الشيخ )، وافرجت صهيون في المقابل عن رفات ( 132 ) لبنانياً استشهدوا في اشتباكات مع القوات الصهيونية إلى السلطات اللبنانية، كما أطلق حزب الله سراح 17 جندياً من جيش لبنان الجنوبي، وأطلق الأخير سراح 45 معتقلاً من منظمة حزب الله من معتقل الخيام، وقد تمت العملية بوساطة ألمانية .

29 - في العام 1997 جرت اتفاقية تبادل ما بين حكومة الاحتلال الصهيوني وما بين الحكومة الأردنية وأطلقت بموجبها الحكومة الأردنية سراح عملاء الموساد الصهيوني الذين اعتقلتهم قوات الأمن الأردنية بعد محاولتهم الفاشلة في اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، فيما أطلقت حكومة الاحتلال سراح الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس ، والذي كان معتقلاً في سجونها منذ العام 1989 وكان يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة .

30 - في 26-6-1998م قامت السلطات الصهيونية بإعادة ( 40 ) جثة لشهداء لبنانيين وإطلاق سراح 60 معتقلاً لبنانياً (منهم 10 معتقلين كانوا محتجزين في السجون الصهيونية في فلسطين المحتلة و50 آخرين من سجن الخيام ) ، وقد تم إخراج جثث 38 شهيداً من المقابر و جثتين من مشرحة أبو كبير إحداهما جثة الشهيد هادى نصر الله نجل الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ حسن نصر الله ، وبالمقابل سلم حزب الله رفات الرقيب إيتامار إيليا من وحدة الكوماندوز في سلاح البحرية في القسم العسكري في مطار اللد والذي قتل معه 11 ضابط وجندي صهيوني آخرين من الكوماندوز البحري خلال مهمة خاصة في لبنان .

31 - في العام 2003 أفرجت " صهيون " عن رفات عنصرين من حزب الله هما ( عمار حسين حمود وغسان زعتر ) ، مقابل السماح للوسيط الألماني بزيارة ( العقيد إلحنان تانينباوم ) المحتجز لدى منظمة حزب الله اللبنانية .

32 - في 29 يناير 2004 صفقة تبادل جديدة ما بين حزب الله وحكومة الإحتلال الصهيوني عبر الوسيط الألماني ، أفرجت " صهيون " بموجبها عن ( 462 ) معتقلاً فلسطينياً ولبنانياً منهم (30 ) أسيراً عربياً وهم (24 ) لبناني ، كان أشهرهم القيادي في "حزب الله" الشيخ عبد الكريم عبيد الذي اختطفه الصهيونيون من لبنان في العام 1989 ومصطفى ديراني الذي اختطفه الصهيونيون في العام 1994 ، و( 6 ) أسرى عرب ولم يكن من ضمنهم أي أسير مصري أو أردني أو من الجولان السورية المحتلة ، كما أفرج خلالها عن المواطن الألماني ( ستيفان مارك) ، الذي اتهمته صهيون بالانتماء لحزب الله وأنه كان ينوي القيام بعملية ضد صهيون ، كما أعادت جثث تسعة وخمسين مواطناً لبنانياً، والكشف عن مصير أربعة وعشرين مفقوداً لبنانياً وتسليم خرائط الألغام في جنوب لبنان وغرب البقاع .

كما أفرج بموجبها عن (431 ) فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة ، لم تتضمن أيٍ من أسرى المناطق التي أحتلت عام 1948 ، أو من أسرى القدس ، وجميع من أفرج عنهم ( باستثناء 20 أسير ) كانوا قد اعتقلوا خلال إنتفاضة الأقصى ، كما أن القائمة تتضمن 60 معتقلاً إدارياً والباقون شارفت محكومياتهم على الإنتهاء .

وبالمقابل أفرج حزب الله عن قائد في الجيش الصهيوني هو إلحنان تانينباوم ورفات 3 جنود صهيونيين هم آدي أفيتام و بيني أفراهام و الدرزي عمر سويد كانوا قد قتلوا في أكتوبر/ تشرين أول عام 2000م.

ومن الجدير ذكره أن " صهيون " رفضت أن تتضمن هذه الصفقة إطلاق سراح الأسير اللبناني سمير القنطار المعتقل منذ 22 إبريل / نيسان عام 1979م ، وربطت ذلك بمعرفة مصير الطيار الصهيوني رون آراد الذي أسقطت طائرته عام 1986م .

33 - بتاريخ 5-12-2004 م أفرجت الحكومة المصرية عن الجاسوس الصهيوني عزام عزام

وبالمقابل أفرجت الحكومة الصهيونية عن 6 طلاب مصريين كانوا معتقلين لديها ، ووفقاً لهذه التفاهمات أيضاً أطلقت صهيون بتاريخ 28-12-2004 سراح ( 165 معتقل ) فلسطيني كانوا قد اعتقلوا خلال إنتفاضة الأقصى ( باستثناء معتقل واحد كان قد أعتقل في العام 1999 ) ، منهم ( 52 ) معتقل كانوا معتقلين بسبب دخولهم صهيون بدون تصريح عمل ، والباقون من ذوي الأحكام الخفيفة وممن شارفت محكومياتهم على الإنتهاء .

34- بتاريخ 15-10-2007م عملية تبادل محدودة جرت ما بين حزب الله ، وحكومة الإحتلال الصهيوني ، حيث استعادت بموجبها " صهيون " جثة أحد مواطنيها وتقول أنه مدني من اليهود الفلاشا و صياد جرفته مياه البحر إلى الشواطئ اللبنانية ووصل لأيدي حزب الله ، فيما استعاد حزب الله جثتي مقاتلين من حزب الله هما محمد يوسف عسيلي (ذو الفقار ) ومحمد دمشقية اللذان استشهدا خلال حرب تموز من العام الماضي ، وأفرجت سطات الإحتلال الصهيوني عن المواطن حسن عقيل الذي اعتقلته القوات الصهيونية خلال حرب تموز .

35 – في الثامن من يونيو 2008 " صهيون " تطلق سراح الأسير نسيم نسر وتعيده إلى لبنان بعد أن أمضى في السجن ستة سنوات أتهم فيها بالتجسس لصالح حزب الله ، وبالمقابل حزب الله اللبناني أعاد لصهيون أشلاء لجثث تعود لأربعة جنود صهيونيين قتلوا خلال حرب تموز عام 2006م ، وكانت تلك اشلاء داخل أكياس صغيرة ووضعت في النعش الذي نقل الى صهيون .

وقدر آنذاك بأن هذه العملية هي مقدمة تمهيدية لصفقة تبادل كبرى بين حزب الله و"صهيون" ، يتم بموجبها إعادة الجنديين الصهيونيين الأسيرين لدى حزب الله والإفراج عن الأسير سمير قنطار وأسرى لبنانيين آخرين.

36- وفقاً لما طالعنتنا به وسائل الإعلام المختلفة فان صفقة تبادل الأسرى التي تم اقرارها وصودق عليها من قبل حزب الله وحكومة الإحتلال الصهيوني ، ستتم منتصف هذا الشهر ، وأبرز ما تضمنته بأنه سيطلق بموجبها سراح عميد الأسرى العرب عموماً الأسير اللبناني سمير القنطار المعتقل منذ قرابة ثلاثين عاماً ، وثلاثة أسرى لبنانيين آخرين كانوا قد اعتقلوا في حرب تموز 2006 ، وإعادة عشرات أو ربما المئات من رفات الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين من بينهم رفات الشهيدة دلال المغربي ، وفي مرحلة لاحقة إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين ، لم يعلن عن أسمائهم أو أعدادهم بعد ، وبالمقابل تستعيد " صهيون " الجنديين الصهيونيين ( أيهود غولدفاسير ، إلداد ريجيف ) ، أحياءً كانا أم أمواتا ، المأسورين لدى منظمة حزب الله منذ الثاني عشر من تموز عام 2006 .

عمليات تبادل محتملة

- فيما تحتجز الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة ( حركة حماس وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام ) الجندي الصهيوني " جلعاد شاليط " منذ 25 يونيو/حزيران 2006 ، وآسري الجندي أكدوا مراراً أنهم لن يطلقوا سراحه إلاّ بتبادل الأسرى .

ونأمل أن يؤدي ذلك إلى وضع حد لمعاناة قرابة عشرة آلاف معتقل فلسطيني وعربي ، لا سيما القدامى منهم .

أسرى القدس

لا تبدو الإضاءة على واقع مجموعة من الأسرى على وجه التحديد مبررةً، فكل الأسرى الذين زجّهم الاحتلال في سجونه على خلفية مقاومتهم له، هم موضع تقدير الشعب الفلسطيني بمختلف انتماءاته، وكذلك هم موضع احترام الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم كافة، لكن الحالة الاستثنائية للمقدسيين منهم توجب التوقف عندها، فهؤلاء يعانون مرتين، حيث تطبّق سلطات الاحتلال عليهم قوانين السجناء الصهيونيين في حالات تبادل الأسرى، فترفض تالياً أن يدخلوا ضمن أي صفقة تبادل، بينما تتعامل معهم كأسرى فلسطينيين فيما يتعلق بحقوقهم الإنسانية التي نصت عليها الأعراف والاتفاقيات الدولية، بحيث يُحرمون من أدنى هذه الحقوق، بما في ذلك حرمانهم من رؤية ذويهم في أغلب الأحيان.

أظهرت دراسة حقوقية أن عدد الأسرى المقدسيين هو 300 أسيراً، بينهم 6 نساء و12 طفلاً، وأن منهم 51 أسيراً اعتقلوا منذ ما قبل اتفاقات أوسلو، أي أنهم من قدامى الأسرى وفق التعريف الاصطلاحي للأسرى. وقد أظهرت الدراسة أيضاً أن الأسرى المقدسيين يعانون، كما باقي الأسرى، من ظروف الاعتقال السيئة، ومن وحشية تعامل جنود الاحتلال معهم، إضافة إلى الإهمال الطبي المتعمد، ما أدى إلى استشهاد 12 أسيراً منهم

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More